-A +A
عبده خال
هناك من يظن أن العالم سوف يتغير بانتخاب بايدن، وهذه الرؤية نسبية، لن تكون طبق الأصل للأحلام.

نعم، سوف تتغير المعاملات فتعود أمريكا من بعض انسحاباتها لمنظمات دولية، وسوف يحدث تجديد علاقات، أو تجميد بعضها، وسوف تواصل أمريكا الضغط على بعض الملفات الاستراتيجية الخاصة بها، وسوف تتقارب، أو تتباعد مع المحيط الدولي.


والتغير الداخلي الذي يحلم به الأمريكان هو الأهم لمنتخبي الرئيس، وللرئيس نفسه، أما السياسة الخارجية فهى تعني الدول التي سوف تنسق العلاقة ليس وفق مزاج الرئيس، بل وفق المصالح الوطنية.

هناك من فرح بفوز بايدن على أمل تنفيذ شعاراته الانتخابية بما يتفق مع رغباتهم، وهؤلاء حالمون، فالسياسة، وتحقيق المصالح الوطنية لا تتأتى بما هو عليه الرئيس الأمريكي من قناعات شخصية، فأمريكا دولة مؤسسات، والرئيس ماهو إلا رمز، فإن طغت عليه مزاجيته، سوف يجد كوابح توقف انطلاقه المضر بالمصالح الاستراتيجية الأمريكية.

والعالم العربي جرب رؤساء ديمقراطيين، وجمهوريين، ولَم يكن أحدهم أفضل من الآخر، فكل منهم يعمل من أجل مصالح بلده.

إذا كان هناك من فرح لفوز بايدن على أمل تنفيذ تهديداته الانتخابية، فهذا لن يحدث بتاتا، فالرئيس بايدن سياسي قديم، وهو براغماتي بامتياز، وتاريخه السياسي يشهد على تنقلات آرائه حول القضايا المتناثرة في العالم، ودائما يسلك مسلك السياسي الباحث عن مصالح بلاده.

وإذا كان البعض يظن أن الرئيس القادم سوف يجند العواصف على دول الخليج فهذه هي المراهقة السياسية، لأن الشعارات الانتخابية ما هي إلا «طق حنك» يسلي بها ناخبيه.

قبل يومين كتبت مقالا جوهره، أن كرسي المنصب له أحكامه الخاصة والتي تسيطر على كل القرارات الصادرة، أو المواقف المتخذة إزاء كل فعل بما يتلاءم مع كرسي المنصب.

سيأتي بايدن ويرحل وفِي نفسه شيء من حتى، كما أن محبيه، ومبغضيه لن تجري رغباتهم على قضبان الرئيس، بل سوف تجري العجلات الثقال لكل مصلحة وطنية.

كاتب سعودي

abdookhal2@yahoo.com